شهداء من اجل الوطن

قرار جمهوري بترقية اسم الشهيد الرائد عبدالخالق محمد نبيل أبوزيد



أصدر الرئيس محمد حسني مبارك قرارا جمهوريا بترقية اسم الشهيد الرائد عبدالخالق محمد نبيل أبوزيد الضابط بجهاز مباحث أمن الدولة إلي رتبة المقدم استثنائيا. كما أصدر حبيب العادلي وزير الداخلية قرارا بمعاملة الشهيد ماليا باعتباره مساعدا لوزير الداخلية. كان الضابط قد استشهد خلال مشاركته في مطاردة العناصر الإجرامية الهاربة المتورطة في تنفيذ تفجيرات دهب والجورة بسيناء. تشيع اليوم جنازة الشهيد من مسجد الشرطة بالدراسة يتقدمها مندوب عن الرئيس حسني مبارك وحبيب العادلي وزير الداخلية وقيادات وزارة الداخلية وأسرة الشهيد. أجرت نيابة شمال سيناء معاينة تصويرية لموقع المعركة التي وقعت مساء أمس الأول بين قوات الشرطة وبعض الإرهابيين .. وعثرت النيابة علي أسلحة آلية ورشاشات وكميات كبيرة من الذخيرة بجوار القتلي.
الأربعاء، 3 مايو 2006

الشهيد الرائد عبدالخالق محمد نبيل زكي


نظرا لجرأته ورباطة جأشه‏,‏ فقد أطلق عليه المقربون من أسرته وأصدقائه قلب الأسد لما يتمتع به من جسارة وإقدام ولدقته في الرماية والتصويب بعد اجتيازه دورات متخصصة أصبح من الرموز المعروفين في إدارة العمليات والنشاط الخاص الإدارة المركزية لانقاذ الرهائن بقطاع مباحث أمن الدولة‏,‏ ولذلك كان يتم اختياره دائما في طليعة الصفوف في المهام القتالية باعتباره أحد رجال المهام الصعبة‏.‏فقد شارك في ملاحقة فلول الإرهاب عقب تفجيرات طابا وشرم الشيخ وسجل العديد من البطولات الميدانية والأمنية واقتنص الكثير من عناصر الاجرام والإرهاب وكان يعتبر مهمته رسالة حب لتحقيق الأمن والأمان‏,‏ وليست مجرد مهمة أو وظيفة‏..‏ كان يحلم بالكثير والكثير في مجال عمله وحياته الخاصة خاصة أنه أب شاب له طفلة جميلة في عمر الزهور‏,‏ ولكن رصاصات الغدر والخيانة‏..‏ رصاصات أعداء الحياة من خفافيش الظلام وأدت أحلامه وأنهت حياته عندما أصابته رصاصة أحد الإرهابيين بمنطقة الريسان بوسط سيناء‏..‏ إنه الرائد عبدالخالق محمد نبيل زكي‏35‏ عاما‏,‏ فقد تقدم القوات التي تحاصر الإرهابيين الهاربين‏..‏ أخذ ساترا وتقدم للأمام كان يرغب في الإمساك بأحد المجرمين حيا‏..‏ ولكن الإرهابي صوب تجاهه رصاصة استقرت في رأسه وأودت بحياته وكأنه كان يستشعر النهاية عندما أخبر والدته في مكالمته الأخيرة بمنزلة الشهداء عند الله‏.‏أسرة الشهيد الراحل فى حالة أنهيار .. ابنة الشهيد في أحد العقارات بمنطقة المعادي الهادئة التي تحولت إلي حشد من المواطنين يرتدون الملابس السوداء ويتوافدون جميعهم علي منزل الضابط الشهيد ومنزل عائلته يقدمون التعازي فيمن قدم حياته فداء للوطن وترك طفلته الوحيدة مريم وزوجته ووالديه وشقيقه الأصغر‏,‏ فقد كان يلقب وسط أهله وجيرانه وزملائه في العمل بـقلب الأسد‏,‏ وخلال لقاء الأهرام بأسرة الضابط الشهيد أكد والده بعين دامعة أن نجله كان يعمل منذ تخرجه بجهاز أمن الدولة وتحديدا في شرطة مكافحة الإرهاب الدولي وقد حصل علي عدة دورات داخل مصر وخارجها‏,‏ ومنها دورات في مكافحة الإرهاب بالولايات المتحدة الأمريكية‏,‏ وتقديرا لجهوده في العمل قام السيد حبيب العادلي وزير الداخلية بتسفيره لأداء فريضة الحج العام الماضي تكريما لما بذله من جهود مضنية خلال عملية تطهير ومداهمة جبال الحلال بشمال سيناء‏,‏ وعقب تفجيرات مدينة شرم الشيخ خلال شهر يوليو الماضي وكان خلالها رئيسا لمجموعة العمل لحماية وحراسة فريق نيابة أمن الدولة العليا‏.‏وعقب تلك الكلمات التي نطق بها اللواء السابق نبيل أبوزيد والتي أخبرنا خلالها عن الأعمال التي كانت تسند إلي نجله الأكبر الشهيد استكمل حديثه قائلا‏:‏ لقد كان فلذة كبدي إنسانا طيبا بمعني الكلمة فكان الجميع يحبونه ويتقربون منه خلال أيام اجازاته التي لم تتجاوز الأيام العشرة خلال العام المنصرم فضلا عن فترة رحلة الحج وكان عندما يتحدث إلي أهله وجيرانه يتناسي تماما شخصيته في عمله ويكون حديثه بعيدا عن الرسالة الأمنية المكلف بها رغم أنه كان يستشعر دائما أن الموت يلاحقه وهنا تناسي والد الشهيد كل من حوله وانهمرت دموعه في نوبة شديدة من البكاء‏.‏دقائق معدودة واسترد الأب قدرته علي الحديث‏,‏ وقال‏:‏ توجهت إلي شخصية مسئولة في الدولة كنت أعمل معها خلال حياتي‏,‏ وقبل تقاعدي طلبت انتداب ولدي الشهيد للعمل تحت رئاستها خاصة بعد أن أشاد رؤساؤه في العمل بقدرته الفائقة البدنية والشرطية التي كان يتمتع بها علي مدي‏16‏ عاما متتالية أنجز خلالها أعمالا قتالية واقتحام الأماكن شديدة الوعورة ومنها علي سبيل المثال تحرير مجموعة كبيرة من الرهائن بمدينة الأقصر والقبض علي الإرهابي بمنطقة حدائق القبة خلال الأعوام الماضية وعلي مدي الشهور العشرة الماضية اقتحام الأماكن الوعرة بمناطق شمال سيناء حيث تقدمت بهذا الطلب في نهاية شهر يناير الماضي بعد أن استشعرت الخطورة التي تلاحق نجلي في مهام عمله‏,‏ ويضيف والد الشهيد أن نجله قد تم اختياره من قبل جهات دولية عديدة رشحته للعمل معها ومن بين هذه الجهات ترشيح جيمس بيكر لنجلي الشهيد بعد أن تفوق في مجال التدريب بأمريكا للعمل بالأمم المتحدة‏,‏ وبالفعل سمحت وزارة الداخلية لنجلي بالعمل لمدة ستة أشهر ضمن فريق الأمم المتحدة لتبادل الخبرات ولزيادة مهاراته التي كانوا يشيدون بها كما طلبته السفارة الأمريكية للعمل معها ولكنه رفض حتي يتسني له إعداد مجموعات قتالية جديدة داخل مكافحة الإرهاب بمصر‏,‏ وهنا لم يتمالك الأب حديثه‏,‏ وتلعثمت علي شفتيه الكلمات واستعرض مجموعة من الصور لنجله قال فيها إن تلك الصور تتحدث عن نفسها وصور أخري لزوجته المكلومة وطفلته الوحيدة‏.‏ومن إحدي الغرف خرجت سيدة في العقد السادس من العمر ظهرت عيناها كمرآة عكست أحزانا مؤلمة ودموعا حبيسة وقالت لنا أرجوكم اجعلوا من جنازة نجلي نموذجا لكل الشباب المصري‏,‏ فلقد ترك منزله ونجلته وزوجته وتركني برغبته حتي يحافظ علي أمن بلده‏,‏ كما كان يقول دائما‏.‏ وأخذت السيدة تنتحب حزنا علي فلذة كبدها‏..‏ وشاهدناها تتحدث في تليفون منزلها مع ذويها وصرخاتها تدوي في السماء وتخبرهم بأن نجلها قد نال الشهادة وهي تحتسبه عند الله شهيدا وبكلمات عبرت عنها الدموع قبل المعاني قالت والدة الشهيد‏:‏ لقد قتل الإرهابيون نجلي الذي كان صائما عند لقاء ربه فلقد كان دائم التعود علي صيام يومي الاثنين والخميس وباقي النوافل وليلة الحادث اتصل بي هاتفيا الساعة الثانية عشرة ظهرا وقبل وفاته بنحو‏4‏ ساعات تقريبا وعندما سألته عن وقت عودته أخبرني أنه بعيد عن الأحداث والمداهمات ويجلس مع بعض أصدقائه علي شاطئ البحر حتي يبعد عن ذهني المخاطر التي يقترب منها كل يوم وليلة وعندما سألته واستحلفته بالله أن يخبرني عن مكانه قال لي‏:‏ إنه في مأمورية سريعة وسيعود بعد ساعة تقريبا ثم سيحدثني تليفونيا للاطمئنان عليه‏.‏ إلا أنني فوجئت بوالده يتلقي خبر استشهاده من أحد أصدقائه بمحافظة السويس ثم تأكدنا من صحة الخبر بعد ذلك‏,‏ وأضافت والدة الشهيد أن ابني الصغير الدكتور أمير الذي لم يتبق سوي اسبوعين فقط لأداء امتحانه النهائي‏,‏ ولكنه سقط مغشيا عليه فلم يستطع الكلام منذ أن سمع خبر استشهاد شقيقه‏,‏ وقالت من بين دموعها إن ابنها الشهيد تزوج منذ‏10‏ سنوات من الدكتورة مني بكر استاذة الاقتصاد بالجامعة الأمريكية وانجب منها طفلته الوحيدة مريم التي تبلغ من العمر‏6‏ أعوام التي لم يمهلها القدر في استقبال عودة أبيها محملا بالهدايا لها كما كان في كل مرة فقد عاد هذه المرة جثة هامدة‏.
الثلاثاء، 2 مايو 2006

Uncategory

Healths

Downloads

0